قد لا يكون خيار سوني نهائيًا بعد، لكن بحسب التقرير الذي نشرته رويترز قبل أيّام فإن الشركة تُفكّر بهذا الحل بالفعل كأحد أساليب إيقاف خسائرها المتزايدة، وبأحسن تقدير قد تبيع الشركة جزءًا من قِطاع الهواتف لشركة أخرى والعمل عليه بشكل مُشترك.
وتتوقع سوني أن تصل خسائرها إلى 1.9 مليار دولار بحلول آذار/مارس القادم، ويأتي هذا بعد سلسلة طويلة من الخسائر لقطاعي الهواتف وأجهزة التلفاز، وقد يكون الحل النهائي الذي وجدته الشركة إيقاف كل من القطاعين (نعم، أجهزة تلفاز Bravia أيضًا) وفصل الموظفين والتركيز على القطاعات الرابحة في الشركة مثل بلاي ستيشن والكاميرات وغير ذلك.
لو صحّت هذه التقارير سيكون من المؤسف خروج شركة مثل سوني من سوق الهواتف، فرغم أن هواتف سوني لم تجذب على ما يبدو اهتمام ما يكفي من المُستخدمين، إلّا أن الشركة أبدعت في إنتاج هواتف أنيقة ومميزة وقوية، وكانت أوّل من جلب ميّزات مثل مُقاومة الماء والغبار إلى الهواتف أنيقة الشكل، وكلّنا يعلم كيف كانت الهواتف المقاومة للماء والغبار ضخمة أو سيئة المظهر وغير مُنتشرة قبل سوني.
لا بد أن خروج شركة مثل سوني -لو تم- هو أمر مؤسف، فخروج كُل مُنافس مُبدع من السوق يعني وجود أسباب أقل تُجبر الشركات الأُخرى على دفع عجلة التطوّر بشكل أسرع.
بعد أن استحوذت مايكروسوفت على نوكيا، ولينوفو على موتورولا، وبعد التوقّعات باستحواذ سامسونج على بلاك بيري وخروج سوني من سوق الهواتف، يُصبح عدد اللاعبين الأساسيين في سوق الهواتف أصغر، ويتزامن هذا مع الصعود الصاروخي لبعض الشركات الصينية العملاقة مثل Xiaomi، مما يُنبىء بأن شكل السوق في العامين القادمين قد يختلف بشكل كبير عمّا أَلِفناه خلال الأعوام الأخيرة.
